أبدأ البحث

رحلة لهاريدوار الهندية.. حيث "البقرة" قهرت "الأتوبيس" والنهر مليء برماد الموتى

 رحلة لهاريدوار الهندية.. حيث "البقرة" قهرت "الأتوبيس" والنهر مليء برماد الموتى
 رحلة لهاريدوار الهندية.. حيث "البقرة" قهرت "الأتوبيس" والنهر مليء برماد الموتى

 

بقلم: أدهم همشري

 

كثيرا ما نردد أن "مصر بلد العجائب"، ولكن الهند أثبتت إنها منافسة حقيقية، ولكنني لم أكن اعلم ذلك، لذا عندما سمعت عن النهر المقدس في مدينة هاريدوار، وقررت القيام برحلة إلى هناك لمشاهدته، لم أتخيل إنني سأصادف طوال الطريق الكثير من الغرائب والعجائب.

 

البقرة الآلة والأتوبيس الضائع.. ليست رواية خيالية

 

بدأت رحلتي من "أجرا" مدينة تاج محل الشهيرة، حيث ركبت إحدى "التكاتك" المنتشرة بكثافة في كل طرق الهند, ومتجها في طريقي لمحطة الأتوبيس لأسافر لمدينة "هاريدوار"، ولكن من الواضح أن خطتي لم تكن بتلك البساطة, ففجأة توقفت كل السيارات والموتوسيكلات والتكاتك ولم أدري لما توقف السير كل هذا الوقت ولكنني قد اكتشفت أن السبب "بقرة" !!

 

نعم إنها بقرة حقيقية وليس كما خطر بذهنك إني أقوم بسباب شخص لا يجيد القيادة مثلا، فما أن خرجت من توكتوك لأنظر ما الأمر حتى وجدت بقرة قررت لسبب غير معلوم أن تقف في منتصف الطريق بلا حراك، انتظرت وانتظرت والوقت يمر ونحن لا نتحرك من وكلما نظرت لساعة يدي كلما زاد التوتر وقل الوقت المتبقي لميعاد تحرك الأتوبيس الذي سأستقله للسفر.

 

خرجت عن صمتي قائلا للسائق "ما حد ينزل يحرك البقرة دي بعيد عن الشارع"، وهنا كانت الطامة الكبرى وكأنني قمت بسب السائق وعائلته بأفظع الألفاظ، وبدأت تظهر معالم الغضب على وجهه ورد في قمة التعجب "إنت عايز الآلهة تغضب علينا؟!"

 

وقتها تذكرت ما قد غاب عني، نحن في الهند, تلك البلد ذات الأغلبية الهندوسية التي تقدس البقر، فكيف لي أن أستعجب أنه لا يوجد من يتجرأ أن يحرك  البقرة إلى جانب الطريق.

 

وهكذا جلست في التوكتوك أعد الوقت الذي يمر سريعًا حتى ضاع ميعاد الأتوبيس.

 

عندما تتشاجر في الهند تأكد من عدم وجود جمهور للتمتع بمشاهدتك

 

أثناء الانتظار قرأت التذكرة جيدا ووجدت إنه من حقي أن استخدم التذكرة لميعاد أخر بشرط أن أتصل أو أرسل "إيميل" قبل ميعاد الأتوبيس الأصلي بساعة على الأقل، وهكذا قمت بإرسال "إيميل" لأعلمهم بأنني لن استطيع اللحاق بالأتوبيس الحالي وأريد تغيير الميعاد، وذلك حتى لا اخسر ثمن التذكرة على الأقل.

 

وأخيرا بعد ما يزيد عن ساعة تفضلت علينا البقرة ورحلت عن طريقنا، حيث وصلت لمحطة الأتوبيس متأخرا بحوالي 30 دقيقة عن الميعاد، ومما لا شك فيه, لقد غادر الأتوبيس بدوني!!، لذا سألت في شباك التذاكر عن أقرب موعد للذهاب إلى "هاريدوار" والذي كان على بعد حوالي ثلاث ساعات.

 

 كنت مطمئنًا لموقفي وأنني لا احتاج تذكرة جديدة حيث راسلت المحطة قبل ساعة لأعلمهم بتغيير رحلتي ولكن للأسف وجدت صعوبة في تطبيق الأمر. وقد قضيت الساعات الثلاث في جدال مستمر مع كل العاملين في تلك المحطة لأقنعهم إنني لن أدفع ثمن تذكرة جديدة لأنني بالفعل تتبعت التعليمات المذكورة على التذكرة وإنها غلطتهم فأنا أرسلت لهم بالفعل إيميل.

 

 وصل بنا هذا الجدال لمدير المحطة، ولكن المضحك أنه في كل مرة أدخل في نقاش مع أي شخص, كان يلتف من حولنا الكثير من الأشخاص ليس من باب أى شيء سوى الفضول والفراغ ليتابعوا الشجار في شغف وكأنهم جمهور يتابع مباراة فريقه المفضل، المهم أنه بعد الساعات الثلاث كنت اصعد إلى الأتوبيس بدون دفع مليم واحد.

 

النهر المقدس أحرق أحبائك والقيهم في الماء

 

قد لا تصدق إنني تحملت كل هذا العناء والجلوس في أتوبيس لمدة أكثر من 8 ساعات من أجل الذهاب لمدينة صغيرة كـ "هاريدوار" ولكن للمعرفة متعة خاصة يجب أن يحظى بها المرء، فهاريدوار تشتهر بعملية تدعى Ganga Aarti، وهي خاصة بتكريم الموتى، فهناك نهر يمر من تلك المدينة ويعتبر نهر مقدس للهندوس، ليس مجرد مقدس, بل هناك قناعة لدى الهندوس أنه بمجرد نزولك للنهر ستكفر عن كل ذنوبك.

 

لهذا عندما يتوفى أي شخص, يقومون بحرق جثته أولا وفقا لعاداتهم وبعدها يجتمع أهله وأصدقائه وأهالي المدينة حتى يودعونه الوداع الأخير، ذلك الوداع عندما يلقي الراهب برماد الجثة في وسط النهر الجاري وسط الأدعية والكثير من الإنشاد الديني، بينما تضاء الشموع في جو طقسي مبهر.

 

حضرت الطقوس الغريبة لعملية تكريم وتوديع الميت، لأكتشف إنني طوال اليوم لم أتناول أي طعام لذا توجهت للـPaneer Dosa المتواجدة في إحدى حارات الهند الشعبية حيث حصلت على وجبة عشاء مميزة عبارة عن فطيرة رقيقة محشوة بالجبنة القريش وبعض البطاطس المسلوقة والكثير من البهارات، والتي كانت كافية لنهاية يوم غريب مليء بالمغامرات والعجائب!!

 

لمناقشة الكاتب عبر "الفيسبوك" اضغط هنا 

لمشاهدة رحلات مختلفة للكاتب اضغط هنا


 تعرف على أماكن مبدعة أخرى في مصر


اخطف رجلك لسيناء.. محمية نبق نصفها بالماء والأخر في اليابسة.. وبها 86 نوع انقرضوا من كل العالم


الكهف الأهم في العالم محمية وادي سنور.. تقع ببني سويف


رحلتي لواحة مصر المفقودة.. "سي أمون" و"ميسو ايزيس" وشاي بالحشيشة

 

رحلتي للجنة المفقودة.. حرب من أجل كوب شاي واكتشاف "إخواننا" الهنود والخواجة "سيمينز" عدو التكنولوجيا

 

صدق أو ماتصدقش المعادي فيها محمية طبيعية.. صخور وغزلان وتعالب وانسى الأسود والأفيال


فقط في المعادي.. شجرة ثمارها أيس كريم


تعرف على أماكن مبدعة أخرى في العالم


طشقند.. عملة خرافية وسلاطين للشاي ووضوء مشترك للرجال والنساء


سمرقند.. مرقد البخاري ومسجد الزوجة المدللة وابن عم النبي الذي حمل رأسه


بخارى.. بلد الإمام وقبر الزوجة الثانية و3 لفات حول الساماني تحقق أمنيتك


الجزيرة الجميلة فرموزا بؤرة الشيطان.. مثلث التنين.. شقيقة مثلث برمودا

 

روعة لن تستطيع نسيانها.. جبال الصين الملونة